top of page
صورة الكاتبمروان محمد

الكاتب والناشر الإليكتروني المصري مروان محمد: سيظل النشر والقراءة من خلال الدار مجاناً

تاريخ التحديث: ٢٧ مايو ٢٠١٨


باريس ــ حاوره ــ حميد عقبي


الكاتب مروان محمد عبده
دار حروف منثورة ليست أول دار للنشر الإلكترونى

تظهر على الساحة الثقافية العربية ظواهر إليكترونية مثل دور النشر الإليكتروني كدار حروف منثورة للنشر الإليكتروني ودار كتابات جديد للنشر الإليكتروني ودار شجن الحروف الأدبية وغيرها، هذه الدور تحاول تحريك وتنشيط وإثراء المشهد الثقافي العربي وتدعم القارئ بمئات الكتب المجانية.

نتوقف اليوم مع الكاتب والناشر المصري مروان محمد مؤسس دار روف منثورة للنشر الإليكتروني، ليتحدث لنا بحماس ووعي لما يفعله وهو يدرك الصعوبات والتحديات الضخمة في ظل عدم وجود أي دعم حكومي أو جمعوي، كما أنه يتوقع قفزة نوعية للنشر الإليكتروني خلال الثلاث السنوات القادمة…سيتحدث ضيفنا عن حكاية كفاح ثقافي وعن رغبة لخدمة الإبداع نتمنى لها النجاح وألا تكسرها عواصف الإحباط والخذلان فمعاول الهدم كثيرة وهي شبقة ومسعورة خصوصا مع مبادرات التنوير.

دار حروف منثورة للنشر الإلكترونى…كيف كانت البداية؟ وأين وصلتم اليوم؟

دار حروف منثورة ليست أول دار للنشر الإلكترونى بل سبقها عدد من دور النشر الإلكترونية العربية الربحية و الغير ربحية، أبرزها بالنسبة لى على الأقل كاتب مصرى أسس دار سوسن للنشر الإلكترونى المجانى عام 2006 من خلال واحدة من مدونات جوجل ولكنها توقفت فى مرحلة مبكرة بعد أن أصدرت ما يقرب من 30 كتاب وهناك دور نشر أخرى سبقت حروف منثورة ولكن أختلفت حروف منثورة عن باقى هذه الدور فى أنها قدمت العديد من خدمات النشر مجانا وعلى مستوى إحترافى متخطياً بذلك هواة النشر الإلكترونى من حيث تنسيق العمل وفق معايير النشر الإلكترونى والإخراج الفنى للكتاب وتصميم الغلاف ولتدقيق اللغوى وغيرها من خدمات النشر المتنوعة، بدأت حروف منثورة فى مايو 2013 و لكن سبقها إنطلاقة تجريبية فى فبراير 2012.

تتعدد دور النشر الإلكترونى وأقمتم معرضا مشتركا للكتاب هل هناك تعاون مشترك بينكم؟ هل من رغبة لدى الجميع للتعاون؟

تعاونت دار حروف منثورة مع دور نشر إلكترونية أخرى مجانية مثل دار كتابات جديدة و دار أدباء 2000 و دار وهج لإقامة معرض كتاب عربى إلكترونى تضم عدد من إصدارات دور النشر المشاركة فى المعرض وأنطلق المعرض فى دورته الأولى فى مارس الفائت وكانت مدة المعرض عشرة أيام تضمن عدد من الندوات الثقافية و الفكرية برعاية دور النشر المشاركة و لا يمكن أن نقول أن المعرض حقق نجاح مبهر و لكن يمكن أن نقول أنه كان ضمن جملة توقعات دور النشر المشاركة فى المعرض وذلك نتيجة لأن ثقافة معارض الكتاب الإلكترونية لازالت جديدة على العالم العربى و لكننا نتوقع نتائج مغايرة فى معرض العام القادم و مشاركة عدد دور نشر إلكترونية أكثر خاصة فى ظل تناول عدد من المواقع الإخبارية أخبار عن ذلك المعرض وهو التعاون الأول بين دار حروف منثورة ودور النشر الأخرى ونتوقع مزيد من التعاون بين دارنا والدور الأخرى فى غير مناسبة معرض الكتاب للعام القادم، نأمل ذلك.

يحدث نشر الكتب إليكترونيا ألا ترى أن التأثير مازال غير قوي؟ هل أثبت الكتاب الإليكتروني حضوره ومنافسته؟مادلائل ذلك؟

أصبح للنشر الإلكترونى حضور قوى على خريطة النشر عموماً فى العالم العربى سواء كان ورقياً أو إلكترونياً و أصبح يحظى بجمهور مقبول وكما قلت سابقاً لازالت ثقافة الكتاب الإلكترونى جديدة على جمهور القراء فى العالم العربى ولكننا نراهن على الأجيال الجديدة وذلك لأنها ولدت فى خضم التكنولوجيا الحديثة وهى الأجيال الأكثر تقبلاً لمسألة الكتب الإلكترونية ودلائل قوة حضور النشر الإلكترونى وقدرته على منافسة الكتاب الورقى هو تعدد دور النشر الإلكترونية فى آخر خمس سنوات فى العالم العربى وذلك يعنى أنها أصبحت تحظى بانتشار جيد وستزداد سيطرة دور النشر الإلكترونية فى المستقبل القريب على خريطة النشر بشكل عام ويمكن أن أتخذ من دار حروف منثورة مثال على ذلك فالدار نشرت حتى الأن 329 كتاب إلكترونى لأكثر من 175 كاتب من مختلف أقطار الوطن العربى فى مختلف فروع الثقافة والفكر والعلم والإبداع والدراسات تحت 23 تصنيف تعتمدهم الدار لتصنيف الكتب، فضلاً عن إن عدد مرات التنزيل لكتب الدار تجاوزت ال448 ألف مرة تنزيل منذ إنطلاقها حتى الآن وهذا يعنى أنها استطاعت أن تكون جمهور طيب من القراء الرقميين وبعض كتب الدار تجاوزت الخمسة ألاف أو حاجز الأربعة وثلاثة ألاف وهناك كتاب تخطى حاجز الأربعة عشر ألف مرة تنزيل وهذا ما لا تستطيع أن توفره دور النشر الورقية لكتّابها فأقصى عدد ممكن للطبعة الواحدة الورقية هو 1000 نسخة وغالب دور النشر تعتمد رقم 500 نسخة للطبعة الواحدة فبالتالى أنت بمقارنة بسيطة ستجد محدودية انتشار الكاتب ورقياً فى حين أن فرصه للأنتشار الإلكترونى أوسع وأرحب بكثير وتتخطى حدود قراء الدولة التى ينتمى إليها الكاتب وتصل إلى بلدان أخرى كثيرة وهذا أيضاً ما لا يستطيع أن يوفره بسهولة إن لم يكن مستحيلا الكتاب الورقى فى عالمنا العربى تحديداً وأفضل كتاب عربى لم يتجاوز العشرين طبعة والطبعة فى الأصل تكون 500 نسخة فبالتالى أعتقد أنه لا مجال للمقارنة فى هذا الصدد.

لماذا لم يبادر أحدا بدعمكم؟ هل يمكنكم الصمود إلى الأبد دون دعم حكومي أو أهلي؟

لم يبادر أحد إلى دعمنا لأننا نرفض كافة أشكال الدعم المادى من أشخاص أو هيئات أو مؤسسات و ثانياً لأنه لم تبادر أى جهة حكومية أو خاصة لدعمنا وهذا هو حال عالمنا العربى أن جميع المبادرات الثقافية هى مبادرات فردية لا تهتم بها أجهزة الدولة الثقافية بأى حال من الأحوال وأما السؤال عن إمكانية صمودنا إلى الأبد لا أستطيع أن أجزم بأن هذا ممكن و لكنه يبقى محتمل أو فرضية قائمة أن نصمد فترة طويلة من الزمن بدون دعم حكومى أو أهلى لأن النشر الإلكترونى لا يكلف مليماً واحداً ولكنه يكلف فقط الكثير من الجهد و الوقت.

هل من سلبيات تعترفون بها؟ كيف ترد على من يقول الكثير من الكتب ضعيفة المضمون؟ نشركم مثلا لخواطر ذاك أو تلك..ما الذي سيستفيده الناس من كتب كهذه؟

مؤكد لكل تجربة سلبياتها وإيجابياتها وإن كانت هناك سلبيات تذكر بالنسبة لدار حروف منثورة تحديداً هو محدودية فرص الدعاية والترويج لنفسها ولإصداراتها وفق التوقعات التى تطمح إليها وذلك لأن ليس للدار أى موارد مادية لأنها تقوم فقط على الجهود التطوعية والجهود التطوعية دائماً ما يصيبها الفتور والكسل والملل و أيضاً تخضع لمزاجية القائمين عليها وهذه من سلبيات العمل التطوعى فى دارنا للأسف و أما بالنسبة لأن النشر الإلكترونى يفتح الباب أمام بعض الكتابات ضعيفة المضمون هذه صحيح، ويجدر الإشارة أيضاً إلى أن هناك العشرات من دور النشر الورقية تنشر كتابات بلا مضمون أو ضعيفة المضمون سعياً وراء الربح المادى و هل هذا تبرير مقبول لدور النشر الإلكترونية أن تفعل المثل خاصة و أنها لا تحصل على عائد مادى مما تقوم به من خدمات، لا ليس تبريراً و لكن الشىء بالشىء يذكر ومن سياسة دار حروف منثورة أنها لا تقيم المحتوى ولكنها فقط تضع أطر عامة لقبول العمل من ضمنها أن يكون العمل مدقق لغوياً وهو أهم شرط لنشر العمل و تقوم الدار بمسألة التدقيق اللغوى مجاناً و أحياناً يقوم بها الكاتب على نفقته الخاصة و لكنها مؤخراً تحرص على نشر جميع أعمالها مدققة لغويا وبالنسبة للكتب العلمية أو الدراسات والبحوث المختلفة فهى تضع شروط لقبول تلك الأعمال منها توثيق مصادر البحث أو المراجع فى نهاية الكتاب وأن يكون العمل مصاغاً بأسلوب الكاتب وأى اقتباس يلزم الكاتب بأن يذكر مصدر الاقتباس فى هوامش النص أو هوامش كل صفحة و بدون تقيد صاحب العمل بهذه الشروط لا يتم إجازة نشر العمل و أما تقييم العمل و الحكم على جودة العمل من عدمه، و خاصة فى الأعمال الأدبية نترك هذا الحكم للقارىء فالقارىء واعى حصيف يستطيع أن يرفز الأعمال بنفسه و نعتبر أن تدخلنا فى تقييم العمل و الحكم بجودته من عدمه هو نوع من الوصايا الأبوية على ذائقة القارىء وهو حق لا يجب أن نعطيه لأنفسنا و كما قلت خاصة فى الأعمال الأدبية هى بالأساس تخضع للذائقة الشخصية لكل قارىء وما نتصور أنه غير جيد وغير صالح للنشر قد يراه البعض الآخر جيداً مثل مثلاً كتب الخواطر أنا كقارىء لا أحبذ قراءة كتب الخواطر وأعتبرها نوعاً من مضيعة الوقت الذى لا طائل من ورائه ولكنه يبقى هذا رأى الشخصى ولا يرقى لأن يكون حكماً أحرم بيه محبى كتابة الخواطر من نشر عملهم لجمهور القراء وخاصة أن هناك جمهور قراء يحبذ كتابات الخواطر فلما أجلس أنا مكان القارىء وأحكم عليه بأن يقرأ هذا و لا يقرأ هذاوإن كانت بعض دور النشر الورقية التى تنشر على نفقتها الشخصية تلجأ للجنة لتقييم الأعمال فهذا مبرر لأن نشر العمل ينبنى عليه تكلفة مادية فبالتالى لا يريد صاحب دار النشر الورقية أن يهدر أمواله فى عمل قد يرى أنه لا يستحق المجازفة فى حين أن التكلفة المادية دى غائبة تماماً عن النشر الورقى فلما لا تتيح الدار الفرص أمام الجميع و تترك للقارىء حرية الحكم و الأختيار.

هل هناك مجلس أدارة وكادر لدار حروف منثورة أم مروان أبو علي..الكل في الكل؟

حتى وقتاً قريب كان مروان أبو على هو القائم على كل أعمال الدار ولكن مؤخراً وبفضل الله أنضم إلى حروف منثورة فريق عمل، يعنى كل عضو فى الفريق باختصاص معين فى الدار، على سبيل المثال الكاتبة المصرية الأستاذة صفاء حسين العجماوى هى المدير التنفيذى لدار حروف منثورة وهى القائمة على جميع الفاعليات الثقافية المتنوعة التى تطلقها الدار والإشراف عليها والإعداد والتحضير لها والأستاذ الكاتب السورى محمد بن يوسف كرزون هو مدير قسم التدقيق اللغوى بالدار والأستاذ كريم وهيب هو مدير قسم الجرافيك بالدار والأستاذة سارة لرضى هى مديرة قسم رسوم الأطفال بالدار وهكذا فبالتالى لم يعد مروان محمد ينفرد بجميع القرارات كما كان الوضع سابقاً.

ما توقعك لمستقبل النشر الإليكتروني في عالمنا العربي الذي يوصف أنه لا يحب القراءة؟

فى تصورى أن مستقبل النشر الإلكترونى فى عالمنا العربى سيكون له مستقبل كبير خلال الثلاث سنوات القادمة و ذلك لأن تطور التكنولوجيا سريع ومتلاحق وهذا يسهل من إمكانية النشر الإلكترونى وثقافة الكتاب الإلكترونى فى بلادنا العربية أصبح لها قبول فى الوقت الحالى وأتوقع أن يكون لها قبول أكثر فى السنوات القليلة القادمة والدليل على أن للنشر الإلكترونى مستقبل جيد جداً أن دار مثل حروف منثورة لا تحظى بأى دعم مادى ولديها جمهور جيد من القراء الرقميين فبالتالى هذا مؤشر جيد على أن فرص النشر الإلكترونى فى المستقبل القريب ستكون أفضل حالاً بكثير عما هى عليه فى الوقت الراهن وأما أن المجتمعات العربية لا تقرأ أو لا تحب القراءة فهذه أكذوبة و إفتراء على الشعوب العربية وألا ما وجدت مئات من المواقع الإلكترونية التى تعمل على فكرة المكتبة الإلكترونية و تحظى بعدد زوار كبير جدا من أبرزهم موقع عصير الكتب المصرى فترتيب ذلك الموقع عالمياً متقدم جداً وفى مصر يعتبر من المواقع الأولى فبالتالى المواطن العربى لديه نهم للقراءة ولكن نتيجة للغلو المبالغ فيه لسعر الكتاب الورقى دفع ذلك المواطن العربى لأن يحجم عن القراءة و قد وجد القارىء العربى ضالته فى الكتاب الإلكترونى المجانى و أيضاً لدينا تجربة رائدة فى مصر وهى مكتبة الأسرة والتى استمرت لعقدين من الزمان وكانت تنشر الالاف الكتب بأسعار رمزية وكان الإقبال الجماهيرى عليها من الطبقة المتوسطة منقطع النظير وكانت أرفف مكتبات الأسرة فى مختلف محافظات مصر تخلو من مئات الكتب المصفوفة عليها فى غضون ساعات قليلة فبالتالى هذه كلها مؤشرات تعكس أن المواطن العربى متعطش للقراءة و لكنه لا يستطيع فى الوقت الحالى شراء الكتاب الورقى بسعره الحالى المبالغ فيه.

حدثنا عن مروان محمد ككاتب؟

أتصور أننى ككاتب لم أحقق ما أطمح إليه بعد وأتطلع إلى أن أقدم أعمال أدبية ترقى إلى مستوى توقعات القارىء العربى النهم للقراءة وطرح التساؤلات والتأمل والمحب للإجابة عن التساؤلات المختلفة، هذا ما أبحث عنه ككاتب و أطمح أن أرضى رغبات وفضول واحتياج القارىء وأن أتنوع أدبياً وألا أحصر نفسى فى نوع معين من الأدب وأن تكون لدى القدرة للقفز من لون أدبى إلى أخر، فى الفترة الأخيرة أنا مقل جداً فى إنتاجى الأدبى نتيجة لإنشغالى الشديد بنشاطات دار حروف منثورة و لكنى عازم على تصحيح مسارى الأدبى وأن أولى بعض العناية أو الكثير منها لإنتاجى الأدبى فى المستقبل القريب.

كلمة أخيرة؟

الكلمة الأخيرة التى أحب أن أقولها أن أشكرك جزيل الشكر على هذا الحوار الرائع، وأتمنى أن تكون دار حروف منثورة عند حسن ظن القارىء والكاتب العربى دائماً وأن تظل على مبدأها التى أرسته فى بداية إنطلاقها وهو أن يظل النشر والقراءة من خلال دار حروف منثورة للنشر الإلكترونى دائماً مجاناً.

رابط الخبر

https://www.raialyoum.com/index.php/الكاتب-والناشر-الإليكتروني-المصري-مر/

١١ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

Comments


bottom of page