عزيزي القاريء أقول لك كناشر ورقي وككاتب أيضاً، اشتري النسخ المزورة، طالما أنها أرخص من الكتب الأصلية.
عزيزي القاريء لا تلتفت إلى صيحات المنددين الذين يشجبون آناء الليل وأطراف النهار، فلا قيمة لتنديدهم ونحيبهم وعويلهم.
عزيزي القاريء اشتري النسخ المزورة وأنت مطمئن القلب، هاديء البال، ولا يشغل ضميرك أي شيء عن تلك المصطلحات الرنانة التي تصفك بالسارق والذي يقبل الحرام على نفسه، ابتسم وأنت تشتري النسخة المزورة، من حقك أن تقرأ ما يلائم حافظتك.
أنت لا تتقاضى الآلاف من الجنيهات حتى تشتري الكتب بأسعار مبالغ فيها، ولكن أقصى ما يمكن أن تنفقه في كتاب هو أربعون جنيهاً، فاشتري المزور أيها القاريء وأنت "مرتاح" الضمير.
عزيزي القاريء الكثير من الناشرين يلجأون إلى المطابع التي تطبع النسخ المزورة ويطبعون من خلالها على أنها نسخ أصلية ويبيعونها بتلك الأسعار المبالغ فيها، لذلك أيها القاريء فلتشتري المزور وأنت مطمئن البال.
عزيزي القاريء لا ذنب لك في أن المصمم والمدقق والمنسق ومنفذ برومو الفيديو يغالي في أسعاره، فهذا ليس شأنك ولا يجب أن يشغلك.
لا يجب أن يشغلك كم نزفنا من أجل الدفع لهذا وذاك لأنه في حقيقة الأمر ليس شأنك، أنت في دولة تعاني أزمة اقتصادية طاحنة ووريقاتك النقدية قليلة، تحاول أن تقتطع منها قوت يومك لتنفقها على كتاب فأنت عظيم يا عزيزي القاريء فاشتري المزور وأنت مطمئن البال "مرتاح" الضمير.
هؤلاء الكتّاب الكبار الذين يولولون ويندبون، ابصق عليهم واشتري النسخ المزورة فأسعار كتبهم مبالغ فيها إلى حد مرعب.
وإن كنت عزيزي القاريء من الميسورين فلا تتردد في شراء النسخ الأصلية ولا تلجأ للرخيص أما إن كنت المطحونين وهم الغالبية العظمى فاشتري النسخ المزورة وأنت مطمئن البال.
عزيزي القاريء الكتّاب الذين ينهالون عليك بمنشورات عن الحسبنة وعدم التسامح في شرائك للنسخ المزورة، أغلب كتّاب الفيس بوك بنسبة 99% هم كتّاب مغمورين، أفضل هؤلاء المغمورين لم يتجاوز الطبعة السادسة أو السابعة والتي تكون مئتي نسخة فقط!
ومن ثم يولول على النسخ المزورة والمضحك أن مطابع النسخ المزورة لا تطبع إلا الكتب المشهورة فقط التي أحدثت ضجة بين القراء وهو بإي حال من الأحوال ليس منهم!
هؤلاء كتّاب مغمورين تماماً، صدقني لا تعرف عنهم شيئاً وأنا واحداً من هؤلاء المغمورين، فمن السخافة أن أولول زوراً مثلهم وأنا أعلم علم اليقين أن مطابع التزوير لن تفكر يوماً في "ضرب" كتابي!
هؤلاء يركبون الموجة عزيزي القاريء ويحاولون أن يظهروا بمظهر المشهورين الذين يعانون من "ضرب" كتبهم لعل وعسى تقتنع بذلك وتشتري لهم يوماً ما!
أغلب دور النشر عزيزي القاريء تنشر لكتّاب غير معروفين فبالتالي لا يطالهم بأي حال من الأحوال ضرر "ضرب" إصداراتهم ولكنهم يولولون ويشجبون وينددون وكأن هذا يحدث وهو لا يحدث لأن كتبهم لم يسمع بها أحد وبالتالي هم بمنأى عن هذا الصراع الوهمي المفتعل ولكنها ملائمة جداً للدعاية لدار النشر بين القراء وأيضاً مهمة للتبرير أمام الكاتب لماذا فشلنا في بيع كتابك أو رد نقودك؟!
وحتى دور النشر الورقية الكبيرة لا يتم تزوير كل إصداراتها ولكن الرائج منها فقط!
الكاتب عزيزي القاريء يطلب مواصفات معينة لكتابه في الخامات لا يتنازل عنها وأنا على يقين أن 90% من الكتّاب لا يفقهون في جودة الكتاب أي حرف! ولكنهم يصرون فقط! ولا يعرفون عزيزي القاريء أنك لا تعبأ بخامة الكتاب إذا كان جيداً أو سيئاً وأن كل ما يعنيك هو أن يكون مقروءاً فقط!
غالبية الكتّاب المتواجدين على الفيس بوك ينشرون غثاء بمعنى كلمة غثاء ويطالبونك بوريقاتك المالية القليلة أن تشتري غثائهم!، كوميديا سوداء الحقيقة!
عزيزي القاريء إذا اعجبتك أي من إصدارات دار حروف منثورة ووجدت سعرها غير ملائم لك ووجدت بديلاً عنها سواء من خلال طبعة مزورة أو نسخة pdf متاحة لا تتردد وأفعل ذلك وأنا سأكون سعيداً بهذا.
عزيزي القاريء هم وضعوا معايير جنونية لسوق الكتاب ومن ثم يشتكون وأعني بذلك عدة أطراف: الناشر - الكاتب - المكتبات - المطابع والكوميدي أنهم يتألمون مما صنعت إيديهم!
عزيزي القاريء لا يشغل بالك أي من تلك الأسباب أو غيرها ففي النهاية أنت تقف في المحطة الأخيرة من العملية الإنتاجية، كل ما يعنيك في هذه العملية الإنتاجية، المنتج في صورته النهائية، أن يكون ملائماً لحافظة نقودك، يلبي الحد الأدنى من رغباتك أما كل غثاء السيل الذي يدور حول العملية الإنتاجية أنت لست معني به وليس ذنبك، فلا تشغل بالك وأقول لك عزيزي القاريء اشتري المزور فوضع سوق النشر جنوني ومفتعل إلى حد كبير ولا يجب أن تتحمل تبعات هذا الجنون المفتعل في أغلب حلقاته.
كلمة أخيرة: عزيزي القاريء اشتري المزور!
Comments