مجموعة قصصية بعنوان دابيب دابة الأرض لعبد المنعم الباز إحدي إصدارات هيئة قصور الثقافة، المشكلة الأزلية لإصدارات وزارة الثقافة عامة، النشر للشللية وأيضاً للواسطة وأيضاً لعصافير وزارة الثقافة من بعض الكتّاب على البعض الآخر من الكتّاب! هؤلاء من يحظون غالباً بفرصة النشر من خلال وزارة الثقافة وقليلاً أو نادراً ما تنشر لمبدعين حقيقين أو أقلها من خارج هذه الدوائر التي ذكرتها، ما لفت نظري أن مطبوعات وزارة الثقافة تطورت إلى حد مرضي حقيقة، من حيث تصميم الغلاف والتنسيق الداخلي، يمكنك أن تلمس تحسن في هذا الأمر ولكن يبقى المحتوى، عليه علامة استفهام كبيرة ولما لا فحتى مطبوعات دور النشر الخاصة أغلبها يتميز بمستوى متدني والكثير من الإبتذال في كثير من الإحيان، فلم تأتي وزارة الثقافة بجديد، أنها تسير على نفس المنوال! بعض القصص مقبولة، قليلاً منها جيد، أغلبها يحتاج لأن يلقى به في القمامة، وتلحظ بين القصص الموجودة بأول الكتاب أن مستواها اللغوي ضعيف ولا أقصد هنا الأسلوب الأدبي ولكن مستواها اللغوي متدني، في حين أنه من الممكن القول أن نصفها الأخير المستوى اللغوي يليق بأن صاحب العمل قاص أو كاتب، لم أفهم سر هذا التباين في مستوى اللغة! يمكن أن أقول أن قصة حكاية الديناصور المزعوم تشفع له قليلاً ولو أنه استخدم ثيمة مكررة بنفس الطرح وهو التعامل الحكومي والأمني مع الأزمات فصاغها في قصة رمزية، الفكرة ليست جديدة وأيضاً الطرح ولكنها تبقى جيدة في ظل مقارنتها بباقي المجموعة القصصية، ثم صرف آخر صفحات العمل للسيرة الذاتية التي حاول أن يجعلها ساخرة وينفي عن نفسه فيها عدد من التهم. هو يستخدم ثيمتان مستهلكتان، السياسة والدين! نعم يمكنك أن تخمن كيف هو شكل الطرح للقصص القصيرة، هي على هذا المنوال، يهاجم الوضع السياسي ويسخر من تعامل المسئولين ومعالجتهم لمشاكل الدولة، يتحدث قليلاً عن الحاكم الطاغية الظالم. يسخر من موروثات دينية وبعض الثوابت، مثلاً قصة بعنوان "القوقعة والبحر"، هي ليست قصة بالمعنى المتعارف عليه ولكنها مجموعة أكلشيهات للسخرية من الأديان بشكل عام. قصة يسخر فيها ويستنكر أن الرب يتوعد اليهود الصيادين بأن يحولهم لقردة وخنازير إذ اصطادوا يوم السبت ولا يعاقب غيرهم من الزناة والسارقين والقتلة بما هو أقل من ذلك وأن الصيادين يريدون أن يصطادوا ليأكلوا فأي جرم أرتكبوه. هذا موضوع مألوف، الكاتب الذي يريد أن يحصل على ختم الإبداع الحر عليه أن يفعل ثلاثة أشياء، السخرية من الدين، التمسح بثوب الثورية والهجوم على النظام الحاكم والحديث عن الجنس، فيتم وصفه بأنه كاتب مبدع حر متنور، ثيمة سخيفة استهلكت حتى بهتت وأكل عليها الضهر وشرب ولكن لازال البعض متمسكاً بها. حتى هو يدفع عن نفسه تهمة كيف يدعي أنه معارض وثوري والنظام لم يعتقله لمرة واحدة وعلى الرغم من طرحي لنفس التساؤل، أضيف إليها ووزارة الثقافة أصدرت له ثمانية أعمال ! ومن ثم يدعي أن وزارة الثقافة تتجاهل أعماله وتعيدها إلى درج المكتب! من الجيد بالفعل أن وزارة الثقافة تطرح جميع الأعمال الصادرة عنها بأسعار رمزية حتى لا يكتوي المواطن مرتين، مرة بنار وقتاً صرفه في القراءة ووقتاً آخر في ثمن الكتاب! حاول أن يصنع في عدد من قصصه جو فانتازي يختلط بالواقع كما يصنع جابريل جارثيا ماركيز في أعماله وخاصة مجموعته القصصية اثنى عشر حكاية عجيبة ولكنه لم يوفق للأسف. لا يصح الحديث عن هذا العمل أكثر من ذلك فيكفي ما ذكرته.
Comments