top of page
صورة الكاتبمروان محمد

الأسلوب الأدبي متغير

الكاتب مروان محمد عبده
الأسلوب الأدبي متغير

فسر البعض تغير أسلوبي الأدبي بين عمل وآخر على أنه إرتقاء في الأسلوب الأدبي وتطور وهذا ليس صحيحاً. أتخذ من نفسي كمدخل لما أنا مقبل على طرحه في هذا المقال، قد يختلف أسلوب الكاتب الأدبي بين السهل أو البسيط - الوسيط أو المعتدل - الجزل أو السامي، ولكل أسلوب أدبي خصائصه التي تعينه للون أدبي معين. فالأسلوب الأدبي الوسيط أو المعتدل: يصلح لكتابة اللون الأدبي الخاص بالإثارة الحركية والرعب والخيال العلمي والبوليسية والغموض، هذا اللون الأدبي يحتاج إلى أسلوب أدبي سهل وبسيط حتى لا يصبح الأسلوب الأدبي معوق لمضمون العمل أو يطغى على مضمون العمل فيضيع ملامحه، فالقاريء في هذه الألوان الروائية يريد الأسلوب الأدبي سهل الكلمات، هناك وضوح في المعنى، بمعنى أن الكلمة لا تحتمل معنيين، والوصف واضح ومباشر لأنه مرتبط باللون الأدبي. الأعمال الاجتماعية عامة وليس كلها تحتاج إلى الأسلوب الأدبي الوسيط أو المعتدل وهو مزج بين الأسلوب السهل البسيط والأسلوب الأدبي الجزل، يقف في منطقة وسطى بينهما. بعض الأعمال الأدبية كالفلسفية أو الرومانسية أو التي تندرج تحت نوع الملاحم والترايجيديا، تحتاج حتماً إلى الأسلوب الأدبي الجزل أو السامي واستخدام أي أسلوب أدبي آخر معها سيكون غير موفقاً على الإطلاق، لأن الأسلوب الأدبي الجزل أو السامي كممثل للغة هو شريك أصلي في العمل المكتوب، يصنف كأحد أبطال العمل وليس وسيلة لنقل المضمون بسلامة فقط. فقد تكون بعض التعبيرات تحتمل أكثر من تأويل ويناسبها ذلك وتحتمل التشبيهات والمجاز والصور والاستعارات والألوان البيانية المختلفة التي تخدم مضمون العمل وتجسد ما خلف الصورة الكائنة، تبرز الأبعاد الأخرى المستترة وراء الصورة مثل المشاعر الإنسانية على سبيل المثال لا الحصر، تحتاج إلى أسلوب أدبي مشبع بالصور والتشبيهات والمحسنات البديعية التي تعين الكاتب على أن يعيد تجسيد الصورة وليس فقط تجسيدها ولكن استكشاف ما وراء الصورة وهي أبعاد أخرى قد لا يراها الرجل العادي أو المشاهد العادي فتفتح له آفاق جديدة تحيط بالصورة لم يكن يراها، تحتمل أن تحمل الحقيقة الواحدة أكثر من معنى وأكثر من تأويل كما أسلفت. فبالتالي فأنا أعمالي تتغير فيها الأساليب الأدبية تبعاً للون الأدبي الذي اكتب فيه، فمثلاً رواية التربة الحمراء لأنها بوليسية يمتزج فيها التاريخ والعقائد فكان من الواجب علي كما أرى أن استخدم فيها الأسلوب الأدبي السهل أو البسيط، لا أريد أن أشغل القاريء بتأويل النص بأكثر من التركيز في مضمون النص ويجب أن تكون عباراتي والكلمات ذات معاني لا تحمل أوجه حتى يستقيم أمامه المضمون ولا يقع فريسة الإرتباك في القصدية لأن وضوح القصدية مرتبط بمتن العمل. أما مثلاً في كتاب إني آنست جناني فكان من الواجب علي كما أرى أن استخدم الأسلوب الأدبي الجزل أو السامي لأن موضوع العمل: اللغة فيه بكل مقوماتها شريك أساسي في العمل، إن تعاملت مع اللغة كأنها إناء سليم فقط يحمل الفكرة لتشوهت الفكرة لأن نصف الفكرة هنا هي اللغة! الأعمال الرومانسية عامة تميل إلى استخدام الأسلوب الجزل أو السامي لأنها مشبعة بالكثير من الصور والتشبيهات والألوان البيانية المختلفة خاصة وأنها تخوض منطقة المشاعر الإنسانية وتقلبها بين السعادة والحزن والفرح والإكتئاب والإحباط والتفاؤل ...ألخ. كل هذه المشاعر تحتاج إلي أسلوب أدبي جزل أو سامي حتى توفى حقها في التعبير، فنصف المضمون هنا يرتكز على المشاعر الإنسانية فهي تحتاج إلى لغة مفعمة بالصور والتعبيرات والتشبيهات حتى يتم توقيعها في نفس وقلب القاريء كما ينبغي لها أن تكون.

٦٩ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

コメント

コメントが読み込まれませんでした。
技術的な問題があったようです。お手数ですが、再度接続するか、ページを再読み込みしてださい。
bottom of page