عادة عندما أتصفح صفحتي الرئيسية على الفيس بوك، أشاهد بين الحين والآخر منشور لبعضٍ ممن يسمون أنفسهم بالكتّاب، يسأل الكاتب منهم في منشوره أنه ينوي أن يفعل في روايته أو قصته بالبطل أو الأحداث كذا وكذا، ما رأيكم؟ وأحيانا يتمادى ويقول ومن يأتيني بأفضل طريقة درامية لهذا الحدث ستكون له نسخة هدية عندما أنشرها وكلام غث كثير. هؤلاء تعلموا الكتابة في سوق الخضار، أنا أقولها بكل صراحة، أنتم حفنة من المدعيين، تمارسون الأدب من وراء طاولة الخضار في الأسواق الشعبية! ومنهم من يسأل المتابعين وعامة الأصدقاء أيكتب الحوار بالعامية أم بالفصحى ومن مدعي الكتابة ممن يعقدون مسابقة سخيفة بين متابعي المنشور، لمن يكتب عنوان لروايته وإذا راقت له فسيجعلها عنوان لعمله! وآخرون يكتبون في منشورهم من يستطيع أن يتنبأ بأحداث روايته ستكون جائزته كذا...! أي خبل هذا! وعلى هذه الشاكلة من الإسفاف والتي لا تختلف كثيراً عن أغاني المهرجانات التي انتشرت في السنوات الأخيرة ستجد الكثير من المدعيين ينشرون منشورات مثل هذه. أي إستهانة... وإهانة... وسخافة... وتصرفات مدعيين لا علاقة لهم بالأدب، ليس على هذا النحو يدار الأمر في عالم الأدب وعالم الكتابة، أبذل القليل من الاحترام من أجل الكلمة التي تكتبها، سأظل أسلط الأضواء على أفعالكم في منشوراتي وأذكر من يقرأون لي منشوراتي وإن كانوا قلة بأن ما يفعله هؤلاء، أفعال مشينة وصبيانية وخرقاء وأنها دلالة على فقره وعجزه وسطحيته البالغة حتى يعرفوهم فأما أن يستقيم هؤلاء مع طول إلحاحي وتكراري وأما يعرفهم الناس فلا يتبعوهم سوى من أعتادوا القراءة أيضاً من خلف طاولة الخضار!
من الطبيعي جداً أن يسعى الكاتب لترويج عمله سواء كان منشوراً إلكترونياً أو ورقياً، أنا أفعل ذلك باستمرار، ولكن هناك أصول للدعاية لعملك؛ تحترم فيها الكلمة ولا تهينها، فالبعض يروج لعمله الأدبي من باب أنه مندوب مبيعات، أشتري واحدة تحصل على الأخرى مجاناً!، إذا عرفت ما بالعلبة تكسب معنا 10 جنيه!، ليس على هذا النحو يروج الكاتب لعمله بين القراء، احترم قدسية الكلمة التي تكتبها، تعامل معها على أنها تسكن برجاً عاجياً ولا تبيعها على طاولة في الطريق مثلك مثل بائع الخضار! هناك أمثلة لأن تروج لعملك بشكل لائق، على سبيل المثال أن ترفع صورة لغلاف عملك ومن ثم تقتبس فقرة تظن أنها الأفضل في عملك وترفقها مع الغلاف ثم تضع عناوين منافذ البيع التي يتواجد فيها عملك مع سعر العمل. وأن تشارك هذا المنشور على مئات من الجروبات الثقافية، أن تقوم بعمل "برومو" فيديو لعملك كنوع من الترويج والدعاية، أن تستعين بآراء نقدية لأشخاص تثق في آرائهم، أبدوا آرائهم بخصوص عملك ومن ثم تنشرها باستمرار على صفحتك الشخصية وجروبات ثقافية وأدبية. أن تصيغ نبذة عن عملك غير كاشفة لأحداث العمل ولكنها مشوقة تستفز القاريء لأن يشتري عملك هذا. أن تصنع عدة أغلفة لعملك مصحوبة باقتباسات من عملك أو حتى نبذات مختلفة لعملك. كل هذا لائق وجائز. أن حتى تصنع فيديو يضم فيديوهات لآراء شخصيات مختلفة لعملك وتنشره على الفيس بوك، هذا أيضاً جائز. أن تحاول التواصل مع مشاهير الكتّاب وتستحثهم على قراءة عملك ثم نشر الريفيو الخاص بهم، هذا أيضاً أمر مشروع. أن تنشر حتى مشهد أو مشهدين من عملك ومن ثم تصنع هاشتاج تكتب فيه من روايتي القادمة. هذا أيضاً من أساليب الدعاية اللائقة لترويج عملك، أما غير ذلك فأنت أشبه ببائع الخضار، أرجوك إن كنت تفعل ذلك ولا تدرك بأنك بذلك تهين عملك وتهين الأدب والكلمة فتوقف عن فعل ذلك، أرتقي في الدعاية لعملك يحترمك القاريء ولا تنبهر بعلامات الإعجاب والقلوب على منشورك الدعائي الأشبه ببيع معطر للجو ولا تتصور بأنك بذلك قد أصبت وروجت لعملك. إن كنتم تفعلونها عن جهل فالآن قد علمتم، فجهلكم بالذنب يجبه وأما وأنك الآن تعلم فأنه ذنب لا يغتفر فآن لك أن تتوقف عن فعله فالقاريء الحصيف لا يغفر.
コメント